الموازنة بين صحتكم وثروتكم

وازن بين صحتك وثروتك

كثيراً ما يُنظر إلى الثروة والصحة بوصفهما شيئين منفصلين، ولكنهما في الواقع مرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً. إن العلاقة المتبادلة بين الاثنين - هي أن الصحة السليمة تؤدي إلى حياة تقاعد سعيدة ومرفهة ومُرضية، بينما يكون للصحة الرديئة تبعات سلبية بعيدة المدى ترهقك وترهق أسرتك بما يؤثر في نهاية الأمر على شؤونك المالية الشخصية.

قد تكون هناك مواقف في غمار الحياة تشعر فيها بفقدان السيطرة على صحتك أو على ثروتك أو على كلتيهما. وتمر عليك مواقف تكون فيها بوضع سيء. ما الذي عليك القيام به في هذا الوقت؟ هل تسمح لنفسك بالدخول في أرقٍ وضغوط عميقة أو بالاستفاقة من كبوتك بما يكفي للسيطرة عليها وإدارتها بما يخدم مصلحتك ومصلحة أحبائك؟ لكي تسيطر على الموقف - فإن الالتزام والمسؤولية مفهومان مهمان للغاية لصحتك وثروتك الشخصية لتحقيق النجاح على المدى البعيد. إذا لم تتمكن من الحفاظ على التزامك تجاه صحتك وعدم تحمُّل المسؤولية الكافية عن الاعتناء بنفسك، فقد تكون هناك آثار ضارة عليك وعلى أسرتك في المستقبل.

يذكّرنا الأمر بالكلمات الحكيمة للدالاي لاما عندما سُئل ما أكثر ما يدهشك في الكون؟ فأجاب: "الإنسان، لأنه يضحي بصحته من أجل المال، ثم يضحي بالمال من أجل استعادة صحته، وهو قلق جداً على مستقبله لدرجة أنه لا يستمتع بحاضره فيعيش كأنه لن يموت أبداً ولكنه يموت كأنه لم يعش أبداً".

تسيطر علينا جميعاً مشاعر الخوف والقلق حيال المستقبل حتى وإن كان لدينا أموال/ أصول/ استثمارات كافية بما يؤدي إلى الضغط المالي الحالي والمشكلات الصحية الأخرى. كما تظهر المشكلات في حال فقد الوظيفة أو زيادة الديون أو النفقات المتوقعة أو غير المتوقعة أو كل ما سبق. قد يستحوذ النظر في التعقيدات المالية بمعزل عليك بما يعود بمردود عكسي على صحتك؛ فيؤثر سلباً على نومك وتقديرك لذاتك ومستويات الوزن والطاقة، الأمر الذي يتركك فريسةً للغضب والأرق والكآبة والضغط. ومن المهم للغاية في هذه اللحظات الوصول إلى المساعدة وأنت تمُر بحالة ضعف. من السهل استغراقك في آليات تكيُّف زائفة مثل الشرب أو تناول العقاقير المُخدرة أو المقامرة أو التعرض لأفكار/ أفعال انتحارية.

ومهما بدت الحلول غامضة أو بعيدة المنال، إلا أن هناك مخرجاً دائماً. وهذا هو السبب في أن لدينا فريقاً استشارياً للديون يهتم بهذه الاحتياجات. لا تتردد في الاتصال بنا على الرقم 361 576 600 أو إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى moneyassist@rakbank.ae، وسنقوم بالاتصال بك خلال يوم عمل واحد. ساعات عملنا من الاثنين إلى الخميس من الساعة 08:30 صباحاً - 05:00 مساءً

الجمعة - 9:00 صباحاً - 03:00 مساءً

إليك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك على الخروج من هذه الحلقة المفرغة ومن ثم التحرر من قدرٍ من الضغط:

 

1. تحدث إلى شخص ما

يعاني كثير منا في حالة السكوت وعدم التفاعل عند مناقشة ما نتعرض له من صعوبات مالية مع الغير وخاصةً أمور فقد الوظيفة أو التعرُّض لمشكلة صحية، وسوف تشعر بالإرباك/ أو التعرض للخذلان في مشاركتها. من السهل أن تشعر بالخجل من مشاركة مثل هذه المشاكل لأنها قد تشير إلى أخطاء مهنية أو شخصية قمت بها، ولا أحد يشعر بالراحة في الكشف عن الجانب الأضعف لديه.

وبالنظر إلى المناخ الاقتصادي الحالي وطبيعة تقلُّب السوق، فإن الكثير من الأشخاص يعانون من دون اقتراف أي خطأ. تحتاج في لحظات الضعف والعجز هذه إلى التحدث إلى شخص ما - من أفراد الأسرة أو من الأصدقاء. إن الوصول إلى الأسرة أو إلى صديق في أوقات المحنة يمكن أن يمثل نجدة وراحة هائلة لك؛ إذ إنه يساعد في وضع الأمور داخل دائرة النظر. والشخص الذي تختاره لا يجب أن يكون شخصاً يحل مشكلاتك أو يعرض عليك مساعدة مالية. بل يجدر به أن يكون قادراً على أن يُخرجك مما تواجهه من ضيق بالاستماع إليك وتقديم الآراء البنَّاءة دون حكم أو نقد بما يؤدي إلى التوصل إلى حلول فعَّالة لا تستطيع التوصل إليها لو عالجت الأمر بمفردك.

وإذا اقتضت الظروف، عليك ألا تشعر بالحرج من طلب الحصول على مشورة مالية من أهل الخبرة. هناك مؤسسات تعرض خدمات استشارية مجانية حول كيفية إدارة ديونك وكيفية تكوين ثروات وما إلى ذلك. إن تواصلك معها لا يُعد إشارة إلى نقطة ضعف، بل يبني لديك شجاعة الاعتراف بأخطائك وحكمةً تعالج بها هذه الأخطاء وتستنير بها في عملك. ونحن هنا لتقديم المساعدة التي تحتاج إليها.

 

2. راقب شؤونك المالية

ليس من الحكمة التظاهر بالارتياح حيال تجاهل ما عليك من مستحقات. عندما تبدأ شركات الائتمان/ القروض في مطاردتك لسداد الدفعات، فإن حقيقة وضعك قد تبرز وقد تبدو واضحة جلية. لتتمكّن من موازنة مشكلاتك المالية، تحتاج إلى تفصيل جميع مصادر الدخل مقابل ديونك بشكل واضح. تتوفّر مواقع إلكترونية وتطبيقات تساعدك في تتبع شؤونك المالية، كما يمكنك بسهولة إنشاؤها بجدول إلكتروني لفهم الديون التي تحتاج إلى التركيز عليها. عليك أن تنتبه إلى ما ترغب فيه، والعمل على توفير ما تحتاج إليه. ونظراً لأن الأمر قد يبدو مُملاً، فإن تتبع شؤونك المالية بالتفصيل يمكن أن يساعدك في استعادة السيطرة المطلوبة تماماً على موقفك.

 

3. راقب جميع جوانب نفقاتك

يُعد تدقيق معاملاتك أمراً رئيسياً لعملية إعداد الميزانية؛ إذ إنه يأتي بخطة للنظر في مشكلاتك المالية. فإنفاق المال على أشياء مثل: شراء جريدة، أو قهوة، أو شطيرة، أو غداء بشكل يومي، أو التدخين في أوقات الراحة، أو الذهاب لدور السينما كل أسبوع، وشراء وجبات العشاء وما إلى ذلك، كلها أمور يمكن أن تُضيف إلى نفقاتك الشهرية. وفي الوقت الذي قد يبدو فيه من غير المعقول حرمان نفسك من كل متعة بسيطة، إلا أن خفض نفقاتك غير الأساسية وإيجاد سبل بسيطة لتقليل نفقاتك اليومية يمكن أن يساعدك بالفعل في إيجاد المزيد من النقد لدفع الفواتير والادّخار على حدٍ سواء.

 

4. قم بإعداد خطة والتزام بها

يمكن أن تمثل إدارة أموالك عملية مُرهقة، ولكن وضع خطة مالية يمكن أن يساعدك في البقاء على المسار ويرسم لك خارطة طريق لتحقيق أهدافك. فكِّر في التزاماتك المالية الحالية وأرباحك ومن ثَم سوف تكون لديك إستراتيجيات تساعدك في تحقيق أهدافك.

على سبيل المثال: إذا كان هدفك هو التقاعد في الأعوام العشرين التالية، يمكن أن توضح لك الخطة القدر الذي يجب عليك استثماره. على سبيل المثال: الصناديق الاستثمارية المشتركة وقدر ما يجدر بك تخصيصه من أجلها.

وفي غياب التخطيط، يمكن أن ينتهي بك الأمر بالاستثمار في منتجات لا تشمل المخاطر وتقدم عوائد دون المستوى الأمثل.  لذا، انظروا في دخولك، ونفقاتك، ومدخراتك، والتزاماتك؛ إذ تعكس مدخراتك مطروحاً منها ديونك صافي الأصول التي تملكها.

 

5. قم بإدارة الضغوط بشكلٍ عام

إن الضغط والاستجابة الفسيولوجية والنفسية ولا سيما في لحظات التغيير غير المُريح أو التهديد المُدرك تُثير الجسم والعقل في شكل الشعور بصداع، أو ارتفاع معدل ضربات القلب، أو عسر الهضم، أو اضطرابات النوم. وفي معظم الأحيان يكون للضغط آثار عكسية على البشر مثل: ارتفاع ضغط الدم، واعتلال القلب، واضطرابات الأرق، والاكتئاب، واضطرابات الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء).

يجب أن تتمكّن من إدارة الضغط بشكل سليم؛ حيث سيساعدك ذلك في كسر سيطرته على حياتك ويؤدي بك إلى حياة  أكثر سعادةً، وأفضل صحةً، وأعلى إنتاجية. استمع إلى إشارات جسمك وحاول قضاء بعض الوقت في التأمل، والتمارين البدنية، والخروج للمشي ولقاء الأسرة والأصدقاء؛ حيث سيبني ذلك آلية التكيُّف الخاصة بك. وفي حال الضرورة، فسيكون عليك البحث عن مساعدة المتخصصين.